أحبـاب وإن تفارقـت الأجسـاد

عندما نحب ينبغي أن نخلص لمن نحب ، نحمل المشاعر الصادقة ، والود والإخاء الممزوج بالوفاء،

نكشف عن مشاعرنا تجاههم ، ويكون ذلك بحدود ...

نبين مقدار حبهم لدينا ومساحة الحب التي يسيطرون عليها بالكلية

وكيف نحن بدونهم أو بعدهم ، وعندما يغيبون نلتمس العذر لهم ولا نسيئ الظن بهم.

فلربما أعاقهم شيئ عن محبيهم ، وعندما نغيب نحن عنهم ليس من باب

الجفاء أو الإستعلاء ... لا بل لظروف أعاقتنا أو أننا نقدر أوقاتهم فهم

يعلمون جيداً مقدار حبنا لهم وكيف أننا مستعدون للتضحية في سبيل ذلك

الحب.

بهذا نحترم الحب ومن أحببناهم ... فقد جمعتنا أيام رائعة بهم حتى أننا إعتدنا

الخلو بالنفس لإسترجاع الماضي في زمن القحط العاطفي ولا نصحو إلى

على إبتسامة على وجوهنا وأصداء المكان تردد ذاك الحنين الماضي.....

لكن بعد ذلك الغياب الذي هو رغما ً عني ... أسمع العتاب وإتهامي بنسيان

من أحببت ونكراني لهم ...

قد يحسنون الظن ، وقد يسيئون.

لكن أثناء ذلك الغياب عليهم أن يتذكروا " من قلنا أننا نحبه فنحن نحبه

ومازال العهد قائماً حتى وإن تباعدت المسافات "

كم أتألم حينما أسمع ممن أحب كلمات جارحة فيها إتهام النسيان وجحود

ونكران وأنا أردد دائماً " الحب وفاء والوفاء حب بالنسبة لمن تحب"

أ أردد هذه الكلمات ولا أعمل بها؟؟

أكون إذن متناقضة بذلك .. ولكن .. ليعلم من أحببت ومن أسكنته في القلب

أنني لن أنسى ذلك العهد حتى يطلب مني ذلك ...

أعني بذلك النسيان وفي رواية أخرى الفراق .

عند ذلك سأحترم ماطلب مني .. لكنني لن أنسى بالفعل لأني قلت مسبقاً

"لن أنساك مادمت أشرب الماء وأستنشق الهواء ومادام قلبي الذي هو

مسكن من أحب ينبض"

وكيف أهرب منه إنه قدري...

هل يملك النهر تغيراً لمجراه
/ تقبلوا عاطر ودي ووردي

*أحبـاب وإن تفارقـت الأجسـاد*

أحبـاب وإن تفارقـت الأجسـاد